الاوامر
الجلسة 92- بتاريخ 11 ذیقعده 1445
خلاصات الملاحظات
تنویر أوسع لهَویّة الأمر المولويّ و الإرشاديّ
تنظیم المولویّة و الإرشادیّة وفقاً لمختلف المباني الأصولیّة
ثمرات الفوارق ما بین الإرشادیة و المولویة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
تنویر أوسع لهَویّة الأمر المولويّ و الإرشاديّ
1. حتّی الآن قد حقّقنا جوهرة المولویة و الإرشادیة تماماً و تَحدّثنا بأنّ المعاییر التي قد طرحها الأعلام -کالمحقّقین الهمداني و النائینيّ و الخوئيّ- تُعاني إشکالاتٍ رئیسیّة، فتَخطّیاً عنها قد تَبنَّینا طریقاً أحری لتفکیک المولویة عن الإرشادیة و هو أنّ الشّارع لو "أعمَل مولویَّتَه" بما هو مولی لأصبح الأمر الشّرعي مولویّاً تماماً رغمَ أن متعلَّقه -العمل- من لون المستقلات العقلیة، فإنّ مجرّد اندارج عملٍ ضمن المستقلات العقلیّة لا یَحصر الأمر في الإرشادیّة فحسب -کما زعمه المحقّق النائینيّ- إذ ربما المولی قد أعملَ مولویّته هناک أیضاً و رتّب الثواب و العقاب علیه:
- نظیر الکذب الذي قد استقلّ العقل في قبحه.
- و نظیر الاحتیاط الذي قد استقلّ العقل في حسنه.
- و نظیر الإطاعة التي قد انفرَد العقل علی حسنه.
· و أما لو شککنا في مولویة الأمر و إرشادیّته، فوفقاً لقاعدة «الظن یُلحق الشیئ بالأعم الأغلب» سیُحمل المشکوک علی المولویة الغالبة، و هذا هو الأصل الأوليّ في الأوامر، بینما المحقّق الخوئيّ قد ادّعی الأصل الأوليّ من دون أن یَستند إلی هذه القاعدة -لأنه ناکرٌ لأساس القاعدة- فکیف یدّعي بأنّ الأصل الأوليّ هي المولویّة بینما الإرشادیة و المولویة مُحایدان في أيِّ أمر شرعيّ تماماً، إلا إذا خضع بأن أغلب استعمالات المولی هي من نمط المولویّة – و هي عینُ قاعدة الظنّ التي قد تَقبّلها المشهور کصاحب الجواهر-
تنظیم المولویّة و الإرشادیّة وفقاً لمختلف المباني الأصولیّة
لقد انتهج المحقّق الآخوند بأنّ الصیغة -افعل- قد وضعت للطلب الإنشائيّ و انتهج الآخرون أنّها وضعت للنسبة -سیّان الإرسالیّة أم الطلبیّة أم الإیقاعیّة أم التّکوینیّة أم البعثیّة أم...- و حیث إنّ الأصولیّین بأسرهم قد أدخلوا الطّلب في معنی الصیغة -سواء اعتبروه من اللوازم أم المصادیق- فبالتّالي سیَلزمُهم أن یُقرّوا بأنّ الطّلب الإنشائيّ متوفّر أیضاً في الإرشادیّة و المولویّة تماماً، کما أنّا نعتقد بأنّ الصیغة تُعدّ مصداقاً للطلب و لکن حیث قد اتّجهنا اتّجاهَ المحقّق الرّشتيّ و الحائريّ -بأن الإنشائیّات هي حکایاتٌ عن الحقائق الموجودة في النفس أو عن النّسبة الواقعة خارجاً- فبالتّالي سیُصبح الأمر الشّرعي -سواء الإرشاديّ و المولويّ- حاکیاً و علامة عن الطلب الحقیقيّ أو التهدید أو المصلحة في العمل أو التّعجیز أو ... من الحقائق.
فعلی ضوء الحکایة و العَلامیّة، لو أمر المولی:
1. بعبادة تعبّديّة بحتة لأصبح الأمر مولویّاً و حاکیّاً عن إرادته و بالتّالي قد أعمل المولی مولویّته ههنا تماماً.
2. أو بعمل إرشاديّ یُدرکه العقل المستقل أیضاً:
- فلو أعمل المولی مولویّتَه أیضاً علی ذاک العمل الإرشاديّ -لیحکيَ عن إرادته الحقیقیّة- لأصبح مولویّاً بالکامل -رغم إدراک العقل الملاک-
- و لو لم یُشرب مولویّته علی العمل الإرشاديّ لظلّ العمل إرشادیّاً بحتاً -نظیر إخبار الطبیب-
فبالتّالی إنّ حکایة الأوامر -والعلامیّة- قد صدرت من المولی:
1. إمّا لتُخبرنا عن إرادته لتحقّق العمل -نظیر الطلب الحقیقي- فیصبح الأمر مولویّاً.
2. و إمّا لتُنبِأ عن وجود الملاکات الواقعیّة في ذات العمل -لا عن إرادة نفسه- فیصبح الأمر إرشادیاً بحتاً -رغم أنّ طلبه بالصیغة یعدّ صوريّاً-
و النّاتج أنّ کلا الأمرین -المولويّ و الإرشاديّ- یَتمتّعان بعنصر «الطلب» -وفقاً لتصریح المحقّق الهمدانيّ السّالف- إلا أنّ الصیغة تُعدّ مصداقاً حاکیاً عن الطلب -لا أنّ الصیغة قد وضعت للطلب زعماً للمشهور و لا من لوازمها الطلب زعماً للعراقيّ- فإنّ هناک تمایزاً جلیّاً ما بین «اضرب» و بین «أطلب منک الضرب» -وفقاً لتصریح المحقّق الخمینيّ-.
فلو حکت الصیغة عن إرادته التّشریعیّة لأصبحت مولویّةً -حتّی لو استقلّ العقل في إدراکها- و لو حکت عن الواقع -بلا إعمال للمولویّة- لأصبحت إرشادیّة.
ثمرات الفوارق ما بین الإرشادیة و المولویة
و عقیب ما استَکشفنا هویّة المولویّة و الإرشادیة ذاتیاً، سنَتحرّی الآن تّبعاتِهما فإنّ الآثار کالتّالي:
1. لو أدرج المولی مولویّته لَتَشکّل ثوابٌ و عقاب أخرويّ علی العمل -حتّی و إن اندرج العمل ضمن المستقلّات- بینما لو لم یُعمل المولویّة لظلّت الفائدة دنیویّةً و إرشادیة بحتة -نظیر دواء الطبیب-.
2. لو أشرب المولی مولویّته لتحقّقت المصلحة في نفس الأمر و الإنشاء أیضاً -إضافة علی ملاک المتعلّق- بینما المصلحة في الإرشادیة البحتة تَکمن في نفس العمل فحسب -نظیر دواء الطبیب-.
3. لو ألبسَه -الأمر- ثیاب المولویّة لانبعث العبد نحوَ الفعل بقوّة مزیدة، فرغم أنّ العقل یُعدّ محرِّکه نحوَ الامتثال إلا أنّ تَدخُّل المولی سیُضاعِف تحرّکه و اشتیاقَه إلی الامتثال بشکل وسیع، فلا یُعدّ «إعمال المولویّة» عملیّةً عبَثیّة أبداً -کما زعمه البعض- بل علی الصعید الأخرويّ سیَتشدَّد الثواب و العقاب بنحو آکَد.
ساعد على توسيع الكلمات المفتاحية للدروس
خلاصات الملاحظات
تنویر أوسع لهَویّة الأمر المولويّ و الإرشاديّ
تنظیم المولویّة و الإرشادیّة وفقاً لمختلف المباني الأصولیّة
ثمرات الفوارق ما بین الإرشادیة و المولویة
رأيك