الاوامر
الجلسة 5- بتاريخ 23 ربیع الاول 1445
خلاصات الملاحظات
مقولة السید الخوئي ضمن المیدان
ملاحظتان تجاه مقولة السید الخوئيّ
تعلیقة تجاه منهج السید الخوئيّ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمْ
الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينْ وَصَلَى الله عَلَىٰ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينْ
و هذا نصه: و يمكن أن نقول: إن مادة الأمر موضوعة لغة لمعنيين، على سبيل الاشتراك اللفظي:
أحدهما- الطلب في إطار خاص، و هو الطلب المتعلق بفعل الغير، لا الطلب المطلق الجامع بين ما يتعلق بفعل غيره و ما يتعلق بفعل نفسه:كطالب العلم، و طالب الضالة، و طالب الحق، و ما شاكل ذلك. و السبب فيه (عدم الطلب تجاه نفسه) أن مادة الأمر- بما لها من معنى(بعثيّ و تحریکيّ)- لا تصدُق على الحصة الثانية و هي المتعلقة بفعل نفس الإنسان (فطالب العلم لا یبعث نفسه بالصیغة أو المادة أو بأیة لفظة أخری و حرکة شتی) و هذا قرينة قاطعة على انها لم توضع للجامع بينهما.
و من هنا يظهر ان النسبة بين الأمر و الطلب عموم مطلق.(فکل أمر یعدّ طلباً و لکن لا یعدّ کل طلب أمراً إذ رب طلب تجاه نفس الإنسان بلا أمر و بعث)
و ثانيهما- الشيء الخاصّ و هو الّذي يتقوم بالشخص من الفعل أو الصفة أو نحوهما (فلا ینطبق علی الأعیان) في مقابل الجواهر و بعض أقسام الاعراض و هي بهذا المعنى قد تنطبق على الحادثة، و قد تنطبق على الشأن، و قد تنطبق على الغرض و هكذا. و الدليل على ما ذكرناه (من تقابل معنی الشیئ و الطلب بلون المشترک اللفظيّ) امران: أحدهما- ان لفظ الأمر بمعناه الأول (الطلب) قابل للتصريف و الاشتقاق، فتشتق منه الهيئات و الأوزان المختلفة، كهيئة الماضي، و المضارع، و الفاعل، و المفعول، و ما شاكلها، و هذا بخلاف الأمر بمعناه الثاني حيث انه جامد فلا يكون قابلاً لذلك. و ثانيهما- ان الأمر بمعناه الأول يجمع على أوامر، و بمعناه الثاني يجمع على أمور، و من الطبيعي ان اختلافهما في ذلك شاهد صدق على اختلافهما في المعنى.
ملاحظتان تجاه مقولة السید الخوئيّ
و نحن هنا نحامي عن المحقق الاصفهاني رداً علی هذین الدلیلین بأنه أولاً إن وضع مادة الأمر قد انسکب علی معنی واحد و لکنه باعتبارین و لحاظین فلو لوحظ و أرید منه الشیئَ فقط فیجمع قالبه علی الأمور و لکن لو لوحظ معه الإرادة و الطلب و البعث لأجمع علی أوامر.
و ثانیاً إن تعدد الجمع لا یدلّ علی تعدد المعنی و الوضع، فإن تعدد اللحاظ أیضاً بإمکانه أن یُعدد الجمع و یُکثر المعنی (نظیر: القوائم الذي قد اشتقّ من القائمة بمعنی السِجِل و القوّامون الذي اتخذ من القائم بمعنی النهوض، رغم اختلاف الجمع بینهما، فلا تلازم بالضرورة أن یدل اختلاف الجمع علی تعدّد المعنی و الهویة، بل ثمة نواقض لذلک في اللغة.
ثم یُکمل السید الخوئيّ قائلاً: و لكن الصحيح في المقام أن يقال: إن مادة الأمر لم توضع للدلالة على حصة خاصة من الطلب، و هي الحصة المتعلقة بفعل الغير، بل وضعت للدلالة على إبراز الأمر الاعتباري النفسانيّ [1] في الخارج. و السبب في ذلك ما حقّقناه في بحث الإنشاء من أنه (لو دقّقنا في سنخ الإنشاء) عبارة عن اعتبار الأمر النفسانيّ، و إبرازه في الخارج بمبرز من قول أو فعل أو ما شاكله، هذا من ناحية، و من ناحية أخرى ما ذكرناه في بحث الوضع من انه عبارة عن التعهد و الالتزام النفسانيّ، فالنتيجة على ضوء هاتين الناحيتين هي وضع مادة الأمر أو ما شاكلها بطبيعة الحال لما ذكرناه أي (وضع الأمر) للدلالة على إبراز الأمر الاعتباري النفسانيّ، لا للطلب و التصدي، و لا للبعث و التحريك. نعم انها كصيغتها مصداق للطلب و التصدي، و البعث و التحريك، لا انها معناها.[2]
إن مباني کیفیة الوضع هي أربع فالمشهور یعتقد أن الواضع قد جعل اللفظ بإزاء المعنی، و لکن السید الخوئيّ قد انتهج مبنی التعهد و الإبراز بأن أمر المولی یُمثّل و یُظهر التعهد المکنون في عملیة الوضع ثم إبراز ذاک الأمر الاعتباري بمبرز کالقول، فلیس بمعنی الطلب و لا البعث و التحریک، و المبرز هي صیغة الأمر بحیث تنتج معنی: افعل الضرب مثلاً، طبعاً إن هذه النظریة مقتبسة من مختار المحقق النهاوندي في تشریح الأصول.
و قد لوحظ علیه بملاحظات عدّة، منها: أن صیغة أمَرَ بکذا، تعدّ عبارةً خبریةً و لیست بإنشائیة لکي یستفاد منه التعهد و الإبراز إذ هما یجريان في الإنشائیات، بینما نحن نناقش مادة الأمر لا صیغته الخبریة أو الانشائیة، و منها أنه هذا المتّجه قد اصطدم مع نظریة المشهور الذي قد اعتقدوا بذلک منذ قرون و عصور مما یدلّل علی ما هو المتبادر من مادة الأمر، فکیف یتمّ اتخاذ مبنی لا یتعارف بین المتحدثین من الناس.
---------------
[1] إن الأمر الاعتباري هو نفس التبادر و العملیة الذهنیة فینشأ مطلوبه و یبعث المرء إلی المطلوب، و لکن لیس معنی أمر بالضرب بأنه أبرزت الضرب، و ثانیاً لم یتعهد الواضع أو المستعمل مع المخاطبین وجداناً.[2] محاضرات في أصول الفقه ( طبع دار الهادى )،ج2، ص:8
ساعد على توسيع الكلمات المفتاحية للدروس
خلاصات الملاحظات
مقولة السید الخوئي ضمن المیدان
ملاحظتان تجاه مقولة السید الخوئيّ
تعلیقة تجاه منهج السید الخوئيّ
رأيك