pic
pic
  • ۳

    الخطابات القانونية
    رؤية مبتکرة عند الاماما الخميني دراسة تحليلية نقديّة
    تقريرا وتحقيقا لابحاث شيخنا الاستاذ سماحة آية الله محمدجواد الفاضل اللنکراني
    معاونت پژوهش مرکز فقهي ائمه اطهار(عليهم السلام)

  • ۵

    الكلمة الإفتتاحية

    الحمد لله الذّي أنزل الكتاب بالحقّ والميزان، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الذي بلغ الرسالة ونادى في البشرية (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الاِْسْلاَمُ)[1] وآله الطاهرين

    الذّين بيّنوا المراد منها بمختلف وسائل التبيان.

    وبعد، فإنّ طبيعة العصر التي نعيشه لَيتطلّب منّا معاشر الباحثين مزيدآ من الدراسات الفقهية والأصولية، التي تحيي المنهج العلمي في كتابة الموضوعات المختلفة وتلبّي حاجات الناس في معايشهم، وأنّ السبيل إلى المحافظة على هذا الدور هو تواصل أبناء الفقه الإسلامي مع ثوابت الفقه وأصوله تفهمآ وبحثآ وإستنتاجآ.

    وإنّ من أهمّ العلوم الشرعية وأكثرها مدعاة للتفكّر هو علم أصول الفقه، المتعلّق بمعرفة مصادر الأحكام الشرعية، لغرض التعرّف على استنباط الأحكام الشرعية، التي هي الوسيلة للسعادة الدنيوية والأخروية.

    يعتبر هذا الموضوع خطوةً للبحث العلمي الذي يتعلّق بفكرة أصوليّة للفقيه


    1 ـ سورة آل عمران: 19.

  • ۶

    والاُصولي الأقوم والحكيم النحرير قائد الثورة الإسلامية ومؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، الإمام الراحل الخميني (قدس سرّه) وهو: قانونية الخطابات الشرعية وعدم إنحلالها؛ وهذا المبنى من مبتكراته في طريق إغناء الحركة العلمية في الساحة الاُصولية، فيعنى هاهنا بهذا المجال قائمآ على جمع الأقوال في المسألة بعد تصويرها تصويرآ علميآ واضحآ، وتبيان موقعها عند الفقهاء مع تحديد مواضع الإتفاق وتحرير مواضع الخلاف فيها.

    نعم، ترصّد هذه الدراسة الأصولية ما أبدع الإمام المجاهد سماحة آية الله العظمى السيّد روح الله الموسوي الخميني (قدس سرّه) في علم الأصول من قراءة حديثة ومنهج مبنائي لتتمّ على ضوئها معالجة الكثير من القضايا الأصولية والفقهية، وركّزت إهتمامها لبيان نصّها ونقدها، إضافةً إلى ما تلقّى منه وعاش في سياقه، وما لاءم مع نظريته، وما لها من أبعاد وتطبيقات في مجالَي الفقه والأصول.

    وبما أنّه لابدّ للدارس الكريم من أن يكون قادرآ على أن يتفاعل مع النصّ فقد يقارن بينه وبين ما هو المعروف عند الأصوليين من الإنحلال في القضايا الشرعية وأدلّته، فأفردنا هذا المكتوب تحقيقآ وتدقيقآ عن حقيقة الخطابات القانونية وأدرجنا فيه كلام هذا الفقيه المحقّق (قدس سرّه) من كتبه المختلفة مع ما يقال حوله من كلمات أنصاره وما يلاحظ عليه، نظرآ إلى إرتباطها بما نحن بصدده.

    هذا مضافآ إلى ما قد بدأنا به من المقدّمة في البحوث التي تقتضيها طبيعة التمهيد فيعقّبها بيان أهمية الموضوع وعرض تاريخي له، وتعريف المفردات المرتبطة به وتبيين المبادئ في الحكم الشرعي.

    وفي الأخير، جاءت الخاتمة في نتائج البحث، وبحثنا فيها عمّا نستطيع إستخلاصه من مجموعة هذه الأبحاث.

    إذن، تحتوي مادة البحث على فصل تمهيدي، وثلاثة أبواب، وفصل في خاتمة المطاف.

  • ۷

    أمّا الفصل التمهيدي قبل الولوج في مباحث الكتاب فعقد من جانب المقرّر، لبيان الأمور العامّة من تعريف المفردات وتبيين المراحل الأصولية في الحكم الشرعي و....

    وأمّا الباب الأول فقد إشتمل على تبيين نظرية الإنحلال في القضايا الشرعية وما يلاحظ عليه.

    وأمّا الباب الثاني فتبيّنت فيه نظرية السيّد الإمام الخميني (قدس سرّه) من عدم الإنحلال في الخطابات القانونية ومن ساق مساقه فيها، مضافآ إلى تبيان أدلّتها تحليلا ومناقشةً وتحقيقَ القول فيها.

    وأمّا الباب الثالث فتضمّن تطبيقاتها الأصولية والفقهية من منظار السيّد الإمام الخميني (قدس سرّه) ونجله الشهيد الفقيه الأصولي السيّد مصطفى الخميني(رحمه الله) والمرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمّد الفاضل اللنكراني(رحمه الله).

    نسأل الله سبحانه أن ينفعنا والمؤمنين بما جاء في هذه المحاولة المتواضعة، فإنّها تلک كانت محاولتنا التي قمنا بها في شرح وتحقيق ما أفاده سماحة أستاذنا آية الله محمّد جواد الفاضل اللنكراني حفظه الله (وهو اليوم من الأعلام البارزة في المدرسة الفكرية للإمام الخميني (قدس سرّه)) في هذه الدراسة. وهي محاولة لا يزعم صاحبها أنّه وفاها حقّها، فإن أفلحنا فذلک ما نرجوه وإلّا فمن طبيعة الإنسان الخطأ والنسيان.

    ونذكر آخرآ بأنّ هذا المشروع التحقيقي قام به قسم التقريرات والتحقيقات الفقهية في مركز الأئمة الأطهار : بقم المقدّسة، ولا ننسى أن نتقدّم تحيّاتى إلى مسؤول قسم التقريرات الأخ أحمد عرفاني نسب. ونودّ أن نتقدّم بالشكر الجزيل لصاحبَي الفضيلة: حجّتا الإسلام الشيخ حبيب الساعدي زيد عزّه والذي قام بإستخراج الكلمات الصعبة وترجمتها في بدء العمل، والشيخ محمّد جواد

  • ۸

    المحمّديزيد عزّه والذي كان له دور مهم في تقريرات البحث عن شيخنا الأستاذ سماحة آية الله محمّد جواد الفاضل اللنكراني حفظه الله.

    وفي الخاتمة نرى من الواجب علينا أن نتقدّم بالشكر والتقدير للأخ الفاضل الدكتور محمّد مهدي المقدادي دام مجده، مسؤول قسم التحقيق، والذي كان مصرّآ لإكمال هذا المشروع وللحصول على إعداد المجموعة الحاضرة، على أمل أن تحظى بإهتمام العلماء والمفكّرين في العالم الإسلامي.

    «أللهمّ ألحقنا بصالح مَن مضى واجعلنا مِن صالح مَن بقي وأعنّا على صالح ما أعطيتنا»

    قم، مركز الأئمة الأطهار (عليهم السلام)
    للبحوث والدراسات التخصّصية الفقهية
    حميد ستودة الخراساني
    10 / 10 / 1434ق

  • ۹

    الفصـل التمهـيدي

    وتـقـرأ فـيهـا :

    المبحث الأوّل: أهمية الموضوع وتأريخه

    المبحث الثاني: التعريف بمفردات البحث

    المبحث الثالث: المبادئ الأصولية في الأحكام الشرعية

۲۷,۷۶۷ الزيارة